تقع دولة أذربيجان في منطقة جنوب القوقاز، تحدها من الشمال دولة روسيا ومن الشمال الغربي دولة جورجيا ومن الجنوب دولة إيران، تطل من ناحية الشرق على بحر قزوين. العملة المستخدمة في دولة أذربيجان تسمى المانات، تعتبر العملة المحلية من بين أكثر 10 عملات قيمة في العالم. يزيد تعداد سكان أذربيجان عن 10 ملايين نسمة بقليل، يعتمد اقتصاد أذربيجان على صادرات النفط والغاز الطبيعي. كما يمكنك أيضاً رؤية أنواعاً مناخية مختلفة في جميع أنحاء دولة أذربيجان.
تستقطب دولة أذربيجان انتباه السياح من جميع أنحاء العالم لغناها بالتراث التاريخي، بالإضافة الى وجهها الحديث الذي تخطوه حكومة أذربيجان في تحسين البنى التحتية حتى صارت تلقب بباريس الشرق.
تاريخ مدينة باكو عاصمة أذربيجان
تناوب على حكم أذربيجان الساسانيون الى تم فتحها في عصر الخليفة عمر بن الخطاب، وعند دخول الإسلام إليها تشكلت الوحدة والتضامن بين الشعوب التركية.
في القرن الثامن عشر تم تقسيم دولة أذربيجان إلى خانات وسلطانات مختلفة .
خضعت للاحتلال الروسي وضمت الى ما كان يسمى الاتحاد السوفيتي سنة 1920.
في 30 آب 1991 حصلت أذربيجان على استقلالها عن الاتحاد السوفييتي وأصبحت دولة مستقلة، ومنذ ذلك الوقت تحرص حكومة أذربيجان على العمل المستمر للتحسين من البلاد ووضعها في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة.
عاصمة دولة أذربيجان هي باكو، وهي الوجهة المفضلة لدى السياح لوجود البُنى التحتية المتطورة والنقاط التاريخية والسياحية التي يمكن زيارتها.
عن مدينة باكو
هي واحدة من أقدم مدن الشرق، تم الحفاظ على كثير من المعالم التاريخية والعمارة والثقافة في المدينة لعدة قرون، يمكن للسائح مشاهدة هذه المعالم والتمتع بمشاهدتها، يوجد الكثير من المتاحف والمحميات التاريخية في مدينة باكو.
تعتبر باكو عاصمة أذربيجان الادارية، بل من أكبر مدنها، يتمركز أكثر من ربع سكان أذربيجان في مدينة باكو، تعتبر مدينة باكو من أكبر المدن الواقعة على ساحل بحر قزوين في كامل إقليم القوقاز، تقع المدينة في شبه جزيرة أبشرون.
تعتبر المدينة المركز العلمي والثقافي والصناعي لدولة أذربيجان، اتخذت الكثير من الشركات والمصانع العالمية من مدينة باكو مركزاً لها.
أصل تسمية مدينة باكو
يعتقد في أصح التأويلات أن أصل التسمية مشتق من كلمة فارسية هي ( باد – كوبه ) ومعنى هذه التسمية: المدينة التي تضربها الرياح بإستمرار.
ذُكرت مدينة باكو في المصادر العربية بأسماء عدة مثل: (باكو – باكوخ – باكوبا – باكوية) ذكرها المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان بإسم باكوية، وموقعها في نواحي الدربند (بلاد الروس) وأشار في تعريفه أنها بلد غني بالنفط ويوجد بكثرة وفيها نار بالقرب منها لاتنطفئ أبداً.
المدينة القديمة في باكو: Ichri Sheher
لابد لأي سائح في أذربيجان أن يأتي مدينة باكو ليزور المدينة القديمة، التي تعد جوهر باكو التاريخي، ولعل أهم ما يميز مدينة باكو القديمة والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرون الوسطى ( تم تصنيفها من قبل اليونسكو بأنها أحد مواقع التراث العالمي سنة 2000 ) محاطة بجدران صلبة، داخل هذه الجدران تجد متاهة من الأزقة الضيقة، المكان بحد ذاته متحف حي في الهواء الطلق.
واحدة من أكثر المناطق التي يتبادر الى الذهن زيارتها أثناء وجودك في باكو.
شوارعها مرصوفة بالحصى والأحجار الصغيرة، يقطنها حوالي ألفي نسمة مازالت بيوتهم داخل أسوار القلعة، تكثر المطاعم والفنادق ومحلات بيع التذكارات ، أشهر شوارعها kichk gala والذي يمتد على طول جدار المدينة القديمة.
قصر الشيروان شاه في باكو: Shirvan shah
أثناء سيرك في المدينة القديمة وفي منتصفها ستجد مجمعاً لحكام أذربيجان في العصور الوسطى، تم بناء القصر وبقربه مجلس الحكم والحمام والمسجد بالاضافة الى ضريح بالقرب منهم، القصر خاص للحكام الشيروانيين الذين حكموا أذربيجان من القرن الثاني عشر حتى السادس عشر، يعتبر المجمع هيكلاً معمارياً متكاملاً، أقدم جزء من المبنى هو قاعة ثمانية الأضلاع، يوجد في أراضي القصر غرفاً مستطيلة لم يتم بناؤها بالكامل، القصر عبارة عن ثلاثة طوابق يمكن الصعود إليها من خلال درج حلزوني آمن، يوجد في القصر 52 غرفة، تم تحويلها الى متحف يضم الأواني النحاسية والمجوهرات القديمة وعدد من الأسلحة المستخدمة في ذلك العصر.
بالقرب من منطقة القصر يوجد مسجد يسمى مسجد محمد بن أبي بكر ، تم بناؤه لسكان الحي، الهندسة المعمارية للمسجد فريدة من نوعها، قاعة الصلاة فيها محراب فاخر تم تزينه وفقاً لتقاليد ذلك الوقت.
برج العذراء في باكو: Gyz Galasy
من الجهة المقابلة للبحر في آخر المدينة القديمة يقع برج العذراء، والذي يعد معلماَ تاريخياً رائداً في باكو والرمز المحبوب لسكان البلاد، يعود تاريخ بنائه الى مايقرب من ألف عام، يقول بعض الباحثين أنه بني في العصور الوسطى وكان جزءاً من منظومة الدفاع العام للمدينة، وقيل أن تاريخ القلعة أقدم بكثير، تروى أساطير شعبية وحكايات خيالية عن هذا البرج الحجري، يبلغ ارتفاعه 29 مترا ً، تم إدراج قلعة العذراء في قائمة اليونسكو للتراث العالمي سنة 2000.
يوجد داخل القلعة متحفاً متخصصاً لتاريخ مدينة باكو، يتم عرض المكتشفات الآثرية – التي تم ّ العثور عليها أثناء عمليات الحفر والتنقيب داخل طوابق البرج بالإضافة لخريطة الكترونية و كتب الكترونية تتحدث عن مدينة باكو ونشأتها.
إذا هممت بالخروج من المدينة القديمة باتجاه البحر لابد من المرور من حديقة الاوركسترا ( الفيلهارمونيك ) والتي تأسست سنة 1830، يمكن الجلوس وأخذ قسط من الراحة مع التقاط الصور فيها.
متحف السجاد الأذربيجاني:
بعد العبور من المدينة القديمة باتجاه البحر يصادفك شاطئ جميل يتميز بجماله ونظافته، فعلى امتداد الساحل تشاهد المسطحات الخضراء مع المطاعم والمقاهي، بالقرب من ساحة العلم يقع متحفاً جميلاً متفردا بشكله الجميل، هو متحف خاص يعرض فيه السجاد الاذربيجاني الذي يعد الحرفة الاولى للسكان في قديم الازمان.
تأسس المتحف سنة 1967 وخضع الى إصلاحات جذرية وترميمات عدة انتهت في سنة 1994، اتخذ شكله الخارجي لشكل تعبيري لسجادة ضخمة مطوية ، يضم أكثر من 10 آلاف قطعة سيراميك يرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر ، كما يضم مجوهرات ترجع للعصر البرونزي وأكثر من 14 ألف سجادة يرجع تاريخ بعضها الى القرن السابع عشر حتى يومنا هذا ، يضم أشكالا عدة من الأنواع المختلفة من السجاد من جميع أنحاء أذربيجان.
يعتبر السجاد الأذربيجاني من أجود وأرقى أنواع السجاد في العالم، يوجد أيضا معروضات من ملابس وطنية وتطريزات مختلفة قديمة وحديثة.
متحف حيدر علييف:
من الأماكن التي لابد للسائح العربي مشاهدتها في مدينة باكو، متحف حيدر علييف والذي يعتبر من روائع العمارة المعاصرة في العالم صممته المهندسة العراقية زها حديد، حازت المهندسة العراقية على جائزة سنة 2014 عن تصميمها لهذا المتحف ، كونه أجمل التصاميم في العالم.
يتمتع مركز حيدر علييف الثقافي بتصميم معقد متميز بانسيابية على شكل أمواج ممتدة من الأرض نحو السماء، كان آخر ما أنجزته في حياتها المهنية قبل وفاتها مما جعله يختزل خبرة 30 سنة من العمل والأبحاث ، كان ثمرتها تحفة فنية تتفاعل مع التطور الحاصل مع مدينة باكو.
اعتمدت في تصميمه على شكل موجة منحية – لا يوجد في المتحف زوايا قائمة – لا في التصميم الداخلي ولا الخارجي.
تعود تسميته الى الرئيس السابق لدولة أذربيجان حيدر علييف، والذي يعتبر رمز الدولة لأنه باني نهضتها الأولى بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي.
يضم المتحف عدة أقسام ومعارض مختلفة؛ قسم يحكي حياة الرئيس حيدر علييف ويؤرخ حياته، قسم يشرح النهضة العمرانية لدولة أذربيجان وتطور بنيتها التحتية، يضم معرضاً للسيارات القديمة والكلاسيكية والآلات الموسيقية القديمة، أيضاً يوجد معرضاً للوحات الفنية يتناول مجموعة واسعة من مشاهير دولة أذربيجان على مر الأزمان، ومعرضاً للألبسة التقليدية والتراثية التي تحكي تاريخ دولة أذربيجان، بالإضافة لقاعات صممت بشكل جميل جدا ً مخصصة للحفلات والمؤتمرات.
شارع نظامي في باكو:
يعود تاريخ الشارع الى وقت إنشاء مشروع تخطيط المدينة لعام 1864، يمر الشارع وسط مدينة باكو رابطاً شرقها بغربها، يعرف الشارع بإسم الشارع التجاري كونه مركزاً للمتاجر الفاخرة والمطاعم والمقاهي،
هو واحد من أغلى الشوارع في العالم، تتوفر فيها جميع الخدمات من بنوك ومراكز تجارية شاملة فضلاً عن أماكن السكن الفخمة التي تمتاز بتصاميم جميلة، تتوفر الفنادق الحديثة في الشارع.
يحتوي على ممشى جميل يمكن للسياح التجول فيه والجلوس في المطاعم و الكافيهات المتوفرة على جانبي الممشى.
ابراج اللهب في باكو:
تعتبر أبراج اللهب من الأماكن السياحية في باكو ومن معالمها المهمة، مكونة من ثلاثة أبراج، مبنية على شكل ثلاثة ألسنة لهب، يعتبر أكبرهم أطول ناطحة سحاب في أذربيجان، بداية البناء كانت في عام 2007 وتم الافتتاح سنة 2012.
هي ثلاثة أبراج؛ جنوبية وشرقية وغربية ،
- يصل ارتفاع البرج الأول نحو 190 متراً ويحتوي على 33 طابق.
- البرج الثاني 160 متراً ويحتوي على 30 طابق،
- أما البرج الثالث فيبلغ ارتفاعه 140 متراً ويحتوي على 28 طابق.
تعمل واجهة الابراج ليلاً كشاشات عرض كبيرة، يتم استخدام 10 آلاف مصباح LED عالي الطاقة.
يعبّر تصميمها المنحني عن إبداع الفن المعماري والتصميم الحديث للمباني في باكو، أحد الأبراج الثلاثة هو عبارة عن فندق الفيرمونت، والثاني مجموعة من المكاتب والشركات الإدارية، والثالث شقق سكنية.
يوجد الكثير من المرافق الترفيهية من مسابح وصالات اللياقة البدنية والسبا وصالة عرض سينما بالإضافة لمراكز تسوق لأشهر الماركات العالمية، تتوفر المطاعم والمقاهي التي تقدم الأطعمة المختلفة من جميع أنحاء العالم.
كورنيش باكو:
تسمى الحديقة الوطنية، إذ أنها حديقة ساحلية ممتدة على طول ساحل قزوين، يعتبر بوليفارد باكو ثاني أكبر بوليفار بعد الحديقة الموجودة في باريس الممتدة على نهر السين.
لابد من السياح أن يقصدوا الكورنيش ليلاً للتمتع بجماله وإطلالته الرائعة، يبلغ طوله حوالي 7 كيلومتر، هو عبارة عن ممشى ملاصق لبحر قزوين، الحدائق والنوافير وألعاب الأطفال تجدها على طول الساحل، تكثر الكافيهات والمطاعم على طول الساحل، بعض الاماكن السياحية موجودة فيه يمكن زيارتها والتمتع بالمناظر الجميلة.
يحتوي كورنيش باكو على:
- مبنى دار الأوبرا
- متحف السجاد
- قاعة الكريستال
- فينيسيا المصغرة
- مولات للتسوق
- تتوفر قوارب سياحية يمكن الركوب فيها والتمتع بجولة في بحر قزوين
الساحل مناسب جداً للعوائل وغير مخصص للسباحة.
جبل النار في أذربيجان: yanar dag
من المعالم الأثرية الهامة لمدينة باكو، يقع في قرية قريبة من مدينة باكو، تناقلت الأساطير القديمة عن جبل النار في أذربيجان؛ العديد من الروايات والحكايات التي تعتبر من وحي الخيال المليئة بالمغامرة والتشويق.
يسمى جبل باكو المقدس، فالنيران تشتعل في قمته الجبلية منذ 2000 سنة قبل الميلاد، تعتبر أقدم نار مشتعلة دون انقطاع عرفها الإنسان، ستجد عند اقترابك من الجبل حائطاً من ألسنة النار المتطايرة من جانب التل،
كانوا في السابق يرجعون في تفسيرها الى أنها نار مقدسة، ولكن بعد التطور وإكتشاف حقول الغاز والبترول؛ تبين أن النيران مشتعلة باستمرار بسبب تشققات في الجبل تسمح بتسرب الغاز، لذلك هي لاتنطفئ حتى عند تساقط الثلوج.
يتكون الجبل من الحجر الرملي الذي يسمح بمرور الغاز، ترتفع النيران فيه لما يقرب من 10 أمتار فوق التربة، يوجد بالقرب من جبل النار ينابيع مياه ساخنة يمكن الحصول على جلسات علاجية في هذه الينابيع.
المطبخ الأذربيجاي:
يعتبر المطبخ الأذربيجاني واحد من أقدم وأغنى وألذ المأكولات في العالم، يمكن لأي شخص يأتي الى أذربيجان أن يتذوق ويستمتع بالأكل الأذربيجاني.
يعتبر الأكل الأذربيجاني حلال في جميع المطاعم والكافيهات، لذلك لا حرج على المسافرين أن يتناولوا الطعام في أي مطعم كان.
يختلف المطبخ الأذربيجاني بشكل كبير عن مطبخ الدول المجاورة؛ بسبب تاريخه وتفرده، يشبه المطبخ الأذربيجاني إلى حد كبير المطبخ الشرقي بمكوناته مع الاختلاف في طريقة الطهي واستخدام الأعشاب العطرية والمسميات.
لا يعاني المطبخ الأذربيجاني من نقص في الوصفات والمكونات، فالجبال و المناخ الشبه الإستوائي للبلاد؛ يوفران لسكانها طعاماً لذيذا ً وصحيا ً ، يتم تحضير أطباق المطبخ الأذربيجاني من لحوم البقر والأغنام والدواجن والأسماك والفواكه والخضروات مع إضافة التوابل العطرية والأعشاب الموسمية الطازجة.
البلوف من أشهر الأطباق الأذرية يتم طبخه بعدة طرق تصل لما فوق المائة طريقة حسب المناطق وحسب المواد المتوفرة حسب المواسم، مكونه الرئيسي الأرز بنكهة الزعفران ويعلوه اللحم والخوخ المجفف والكستناء.
الكباب لايقل شأناً عند سكان أذربيجان عن البلوف، يتم عمله وشيه حسب المناطق ووصل طريق عمله وشوائه لأكثر من 20 طريقة،
أيضاً الدولما من الأطباق الرئيسية التي لا تكاد تخلو مائدة منه يتم طبخه إما بورق العنب أو الملفوف أو الفليفلة أو الطماطم والبطاطا.
الشاي بعد الأكل لابد منه عند المواطن الأذري، في العادة يتم تناول الشاي بدون سكر وتكون التحلية خارج الشاي بأنواع كثيرة من مربيات الفواكه كالكرز الأصفر أو الفراولة أو المشمش أو العنب البري أو اليقطين وغيرها من الفواكه.
أشهر أنواع الحلويات هي البقلاوة التي تصنع بطريقة مختلفة عما عليه ومن أشهر أنواعها بقلاوة شيكي. يعتبر المطبخ الأذربيجاني تجربة رائعة لابد للسائح من تجربته أثناء زيارته لأذربيجان.
الفنادق في مدينة باكو:
السياحة في باكو مزدهرة، تعمل الحكومة على تنشيط القطاع الفندقي ليكون عامل جذب للسياح، ويكون عاملاً مساعداً للدولة من الإيرادات، بجانب النفط والغاز والصناعة.
ولمّا كان الاهتمام من قبل المعنيين بالسياحة يجب أن يكون من الأولويات الاهتمام بالفنادق التي يقيم بها السياح ويجب توافرها بشتى أنواعها ومختلف درجاتها من فئة 3 نجوم الى فئة 5 نجوم، لأن الفنادق تعتبر حجر الأساس للسياحة.
تكثر الفنادق الفخمة ذات الخمسة نجوم في مدينة باكو حتى لا تكاد تخلو علامة تجارية إلا وهي موجود في مدينة باكو ، تتسابق الفنادق في تقديم أفضل ما لديها من خدمات فندقية.
تتخذ بعض الفنادق أنموذجاً جميلاً في الفن المعماري في مدينة باكو عاصمة أذربيجان