يعتبر قطاع السياحة في أذربيجان من الأولويات في تطوير القطاع غير النفطي اليوم، حيث تجتذب العطلات في بلد يتشابك فيه الشرق والغرب بأعجوبة عددًا متزايدًا من السياح كل عام. علاوة على ذلك، في كل عام تتوسع جغرافية اهتمامات السياح، فهم يرغبون بشكل متزايد في رؤية ليس فقط عاصمة أذربيجان – باكو الجميلة، ولكن أيضًا مناطق البلاد حيث لا تزال المناظر الطبيعية الخلابة محفوظة.

المناظر الطبيعية هنا في أذربيجان جميلة حقًا وفريدة من نوعها، 

في أذربيجان يمكنك العثور على غابات كثيفة وجبال قاسية وتنوع مذهل من الشلالات والينابيع المعدنية والأنهار المضطربة والبراكين.

وفي الوقت نفسه، تتوسع البنية التحتية للمنتجعات الأذربيجانية باستمرار، حيث تلبي أذواق واحتياجات الضيوف الأكثر تطلبًا. لذلك، حتى إذا قررت الذهاب إلى أبعد مكان بعيدًا عن أقرب مركز إقليمي، فتأكد: سيكون لديك مكان ما للعودة إليه، ومكان للاسترخاء لاحقًا ليس فقط براحة، ولكن أيضًا بشكل كبير.

ومع ذلك ، أول الأشياء أولا. يمكنك البدء في السفر حول أذربيجان، واختيار أي اتجاه، وفي كل مكان، كإضافة ممتعة لانطباعات جمال الطبيعة في أذربيجان، ستتعرف أيضًا على كرم الضيافة وتقاليد السكان المحليين. لكن الآن سنخبرك عن شمال شرق أذربيجان، حيث تقع منطقة قوبا خاشماز.
أولاً، إذا بدأت (كما يحدث غالبًا) في التعرف على البلد مع باكو، فمن الواضح أنك ستنجذب إلى المسافة القريبة من جوبا. سيستغرق الطريق بين باكو وقوبا ساعتين إلى ثلاث ساعات، المسافة بينها وبين باكو 168 كم.

ثانيًا، ستتمكن على الفور من تقدير كل روعة وثراء طبيعة أذربيجان. لأن المناظر الطبيعية سوف تدهشك على الفور وإلى الأبد.
نتكلم عن أحد أجمل المناطق السياحية التي يمكن للسائح العربي أن يزورها ويتمتع بمناظرها الطبيعية والفعاليات التي تقام فيها سواء في فصل الصيف أو فصل الشتاء.

نتكلم عن مدينة قوبا التي تتربع على سلسلة جبال القوقاز والتي تشتهر بالتفاح وصناعة السجاد الذي يمتاز بكثافة نسيجه وتعقيد الزخارف ودقة الالوان، بالاضافة الى المواقع التاريخية التي تحيط بالمدينة.

• قرية خيناليق:

تقع على بعد 65 كيلومترًا من قوبا، في قلب الجبال العالية، على ارتفاع 2500 متر فوق مستوى سطح البحر تقع على منحدر جبل كيزيلي كايا. شعب الخيناليق هم من نسل سكان ألبانيا القوقازية القديمة، يعود أول ذكر لها في المصادر المكتوبة إلى القرن الثامن عشر.

حتى القرن التاسع عشر، كانت خيناليق جزء من شيرفان خانات، ومن النصف الثاني من القرن الثامن عشر تبعت لخانات قوبا. خيناليق هي أقدم مستوطنة في أذربيجان، يرجع عمرها لخمسة آلاف سنة.
كانت القرية معزولة عن الحضارة بسبب الجبال التي يصعب الوصول إليها والمنحدرات الصخرية الخطرة، بفضل قرون من العزلة، تم الحفاظ على لغة وتقاليد وطريقة حياة وعادات فريدة لا تنتمي إلى أي مجموعة لغوية.

يسُمي شعب خيناليق أنفسهم كيات – أحفاد نوح التوراتي المباشر، وفقًا لإحدى النسخ ، استقرت سفينة نوح في إقليم خيناليق.في عام 2006 تم وضع طريق معبدة تصل القرية بالعالم الخارجي، ولم تعد المستوطنة معزولة عن العالم بأسره.

القرية محاطة بجبال Gyzyl Gaya و Shahdag و Tufandag و Khynalyg، ولهذا يطلق عليها أيضًا اسم “جزيرة بين الجبال”. يوجد الآن حوالي 400 منزل في خيناليق يعيش فيها حوالي ألفي نسمة.

الهندسة المعمارية للقرية غير عادية للغاية، والمنازل مرتبة في تراسات على منحدرات الجبال وسقف أحد المنازل بمثابة فناء لمنزل آخر يقع في الأعلى. هناك العديد من المنازل القديمة للغاية التي يزيد عمرها عن 200 عام.

تُبنى المنازل من الحجر، وهي وفيرة حولها، ومن الطين والطوب المستخدم فيه روث البقر الممزوج بالقش والطين، ويُجفف في الشمس على شكل طوب.
الشتاء في القرية قاس يمكن أن تصل درجة الحرارة إلى -30 درجة مئوية ويتم تسخين المنازل بالروث – خليط من القش وروث البقر ، يحترقون جيدًا ويعطون الكثير من الحرارة.

لا توجد أشجار حولها والحطب غريب هنا، لذلك يحصد السكان على مدار العام الروث الجاف خلال فصل الصيف.
الأرض هنا غير خصبة وصخرية للغاية ، ولكن حتى في مثل هذه الأراضي الصغيرة، يتمكن السكان المحليون من زراعة البطاطس والبصل، طعامهم بسيط: الخضار والخبز والحليب والجبن والعسل الجبلي ولحم الماعز المجفف الذي يحصد في الخريف.

السكان ودودون ومضيافون للغاية، ولكن على الرغم من ذلك، يعيش السكان الأصليون فقط في خيناليق، ولا يمكن لأي شخص غريب الاستقرار فيها، توجد أربع عشائر في القرية، لكل منها مقبرة خاصة بها، ونقوش على الملابس والسجاد، لا يمكن عقد الزواج إلا بين سكان القرية؛ ويحظر الزواج من سكان القرى الأخرى.

خناليق هي مثل دولة صغيرة داخل دولة تعيش بقوانينها الخاصة بطريقتها الخاصة، يمكن تسمية خايناليق بقرية فريدة تم الحفاظ عليها لفترة طويلة وتمثل التراث الثقافي والتاريخي لهذه الأرض